الاثنين، 8 أبريل 2013

منتصف العمر



وانتصف ليل العاصمة
أنتظر فجرا لن يعود
أنا علي وشك الذبول 

أنا علي وشك السقوط

و طائر الطنان عند أنفي

ينتظرني
يذكرني دوماً بأنى
أحتضر منذ ثلاث عقود

1000 هيرتز




جلسنا بعد الافطار امام التليفزيون نتناول الكنافة البيتي ونتابع البرامج الرمضانية المعتادة
و سمعتها لأول مرة
انه برنامج الكاميرا الخفية الذي كان يقدمه ابراهيم نصر
وكان بالنسبة لي كطفل في ذلك الوقت برنامج شيق
لا اذكر تفاصيل الموقف ولكن اذكر الشخص الذي يجري ويسب "ياد يابن...تييييييييييييت"
تلك النغمة التي تضاف للتشويش علي الالفاظ الخارجة
انها نغمة الالف هيرتز الشهيرة بـ"تيييييييت"

والتي ظل استخدامها يزيد في برامجنا منذ بدايات انتشار التليفونات المحمولة و الدش
تطور استخدام التيييييت تماما مثل تطور الفقرات الاعلانية
حتي انها اصبحت تقفز الي اذنك في كل وقت ومكان
هل لذلك علاقة بانتشار التكنولوجيا؟
هل هناك ثمة علاقة بين التطور التكنولوجي وانهيار القيم والاخلاق؟
فيما يبدو نعم.
بدا هذا جليا عند وصول مجتمعنا الي مرحلة التشبع التكنولوجي
عندما اصبح الغناء متاحا للجميع باستخدام برامج الأوتوتيون. اصبحت المنافسة علي القاع .
عندما اصبح التصوير متاحا للجميع . اصبحت الاعراض علي عينك يا تاجر.
عندما اصبحت وسائل الاتصال والتواصل في يد الجميع. اصبح التواصل داخل البيت منعدم.
ولكن ماذا عن التييييت؟
ماذا حدث لها في عصر التشبع التكنولوجي
الواضح انها بدأت في التراجع
لا لرقي المحتوي الاعلامي
وإنما لأن قاموس الكلمات الممنوعة أخذ في التآكل
ادعي بعضهم انهم يقدمون الواقع وهذا الكلام جزء من الواقع
وان كان هذا الواقع الشاذ موجود في مكان ما فلماذا تدخل بهذا الشذوذ الي بيتي
كان من الافضل ان تدخل بالواقع السوي الي الاماكن ذات الواقع المشوه لترتقي بهم
بدلا من ان تجر المجتمع بأسره الي ادني نقطة فيه
من الواضح اننا وصلنا الي مرحلة فقدان السيطرة
لم يعد بإمكان احد ان يحسن الوضع الحالي
أو أن يوقف النزيف
ليس امامك الا ان تتعامل مع كل ما حولك علي انه أمر واقع
وان كانت التييييت لم تعد موجودة
فلتكن لك التيييييت الخاصة بك
تستعملها وقت اللزوم